Back

خطوات تأسيس الطفل في القراءة والكتابة قبل المدرسة

خطوات تأسيس الطفل في القراءة والكتابة

الأساس الخرساني للمنزل هو قاعدة ضرورية، وبدونها لن تستطيع تركيب باقي الإضافات. الأمر نفسه ينطبق على بناء مهارات طفلك اللغوية المبكرة، يحتاج طفلك إلى أساس متين يمكن أن تنمو عليه مهاراته اللغوية اللاحقة وتتطور. 

القراءة والكتابة هي المهارات الأساسية اللازمة للنجاح الأكاديمي والشخصي. إنها أساس التعليم والمفتاح لفتح عالم من المعرفة والفهم. ومع ذلك، بالنسبة للعديد من الطلاب، يمكن أن يكون بناء أساس قوي في القراءة والكتابة مهمة صعبة. 

وذلك لأن خطوات تأسيس الطفل في القراءة والكتابة لا تتطلبان معرفة آليات اللغة فحسب، بل تتطلبان أيضا القدرة على التفكير النقدي والتواصل بفعالية. نظرا لأهمية هذه المهارات، هناك استراتيجيات يمكن أن تساعد الطلاب على تطوير أساس قوي في القراءة والكتابة.

ما هو السن المناسب لتعليم الطفل القراءة والكتابة؟

طبعًا، لا توجد إجابة واحدة على هذا السؤال، حيث يمكن أن تختلف مهارات القراءة اختلافا كبيرا من طفل إلى آخر. لكن بناء على الدراسات قد يبدأ بعض الأطفال في تعلم القراءة والكتابة من عمر الرابعة، و البعض الآخر قد يبدأ التعلم في عمر السابعة.

السن المناسب لتعليم الأطفال القراءة والكتابة يعتمد على عدة عوامل، منها تطويرهم اللغوي والنمائي الفردي. ولكن، بناءً على الأبحاث والدراسات، هناك بعض النقاط العامة التي يمكن أخذها في الاعتبار:

  1. التطور اللغوي والنمائي:  الأطفال يبدأون في تطوير مهارات اللغة في سن مبكرة، مثل تعلم الكلمات الأساسية وفهم مفهوم القصة. تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للغة منذ سن مبكرة يمكنهم عادةً اكتساب مهارات القراءة والكتابة بشكل أسرع.
  2. التجربة المبكرة:  وفقًا لدراسة أجراها المركز الوطني للتعليم المبكر (National Institute for Early Education Research) في نيوجيرسي، يمكن أن يساعد تقديم مواد قراءة مبكرة وتجارب تعليمية للأطفال في سن 3 إلى 4 سنوات على تحسين مهاراتهم اللغوية وقراءتهم لاحقًا.
  3. الاستعداد الفردي:  كل طفل فريد من نوعه. بعض الأطفال قد يظهرون استعدادًا مبكرًا لتعلم القراءة والكتابة في عمر 4 سنوات، بينما قد يحتاج الآخرون إلى وقت أطول. الاستعداد الفردي، فضلاً عن الدافع الشخصي، يلعب دورًا مهمًا في تحديد متى يجب البدء بتعليم القراءة والكتابة.
  4. أساليب تعليمية مناسبة:  الطريقة التي يتم بها تعليم القراءة والكتابة تلعب دورًا كبيرًا في نجاح الأطفال. الأبحاث تشير إلى أن استخدام استراتيجيات تعليمية موجهة ومناسبة لعمر الطفل يمكن أن تعزز فعالية تعلمهم. من بين هذه الاستراتيجيات: اللعب التفاعلي مع اللغة، القراءة بصوت عالٍ، واستخدام أساليب تعليمية مرئية وسمعية.

كيف أعرف أن طفلي مستعد لتعلم القراءة؟

فيما يلي علامات استعداد طفلك لبدء تعلم القراءة:

  1. تحديد الحروف والكلمات: في سن 3 أو 4 سنوات، يبدأ العديد من الأطفال في التعرف على الحروف والكلمات البسيطة من خلال النظر ويمكنهم التعرف على الكلمات الشائعة مثل اسمهم أو أسماء أفراد الأسرة. مما يعني بدء فهم شكل الكلمات وتجميعها.
  2. متابعة المحادثات البسيطة: يمكن للطفل فهم ومتابعة محادثات بسيطة والأوامر الموجهة له، والانخراط في قصص بسيطة وفهم معاني الكلمات يعزز من قدرتهم على القراءة بشكل طليق.
  3. الوعي الصوتي: يستطيع الطفل إجراء اتصالات بسيطة بين الحروف والأصوات، مثل التعرف على أن حرف “ب” يُنطق بصوت “ب”. يبدأ الأطفال في تعلم القراءة بشكل أكثر فعالية عندما يتقنون هذه الروابط الأساسية بين الحروف والأصوات.
  4. الاهتمام بالكتب والقصص: يظهر الطفل اهتمامًا بالكتب والقصص، مما يشير إلى استعدادهم لتعلم القراءة من خلال استكشاف الأدب.

كيف أعرف أن طفلي مستعد لتعلم الكتابة؟

لتحديد ما إذا كان طفلك مستعداً لتعلم الكتابة، يمكنك النظر في المؤشرات التالية:

  1. قدرة الطفل على تقليد الأشكال البسيطة: وفقاً لدراسة من عام 1994 في مجال العلاج الوظيفي، الأطفال الذين يمكنهم تقليد ما لا يقل عن تسعة أشكال أساسية على اختبار تكامل بصري حركي (مثل الخطوط والأشكال البسيطة) يكونون عادةً في عمر حوالي 5 سنوات وبعض الشهور. إذا كان طفلك يستطيع رسم هذه الأشكال، فهذا يدل على أنه قد يكون جاهزاً لتعلم الكتابة.
  2. إمساك القلم: من المهم أن يكون لدى الطفل قبضة مناسبة على القلم. يجب أن يكون قادرًا على إمساك القلم بطريقة تدعمه في الكتابة بشكل مريح وفعال.
  3. وضعية الجلوس: تأكد من أن الطفل يجلس في وضعية صحيحة على الطاولة، حيث يدعمه وضع جسمه بشكل جيد ويسمح له بالتحكم بالقلم بشكل أفضل.
  4. التعرف على الحروف أو مكوناتها: يجب أن يكون الطفل قادراً على التعرف على الحروف أو أجزاء منها، وتمييز كيفية تشابهها واختلافها. هذه القدرة تساعده على فهم كيفية تشكيل الحروف بشكل صحيح.
  5. اتباع التعليمات: القدرة على متابعة التعليمات البصرية أو اللفظية لتشكيل الحروف بشكل صحيح. هذا يعني أن الطفل يجب أن يكون قادرًا على فهم كيفية تشكيل الحروف بناءً على التعليمات المقدمة.

ما هي خطوات تأسيس الطفل في القراءة والكتابة؟

باتباع خطوات تأسيس الطفل في القراءة والكتابة التالية يمكنك تأسيس طفل قوي في مهارات القراءة والكتابة وتحفيزه للتعلم بطريقة ممتعة وفعالة:

  1. الوعي الصوتي:
    ما هو الوعي الصوتي؟ هو قدرة الطفل على سماع وتحديد الأصوات المختلفة في الكلمات.
    كيفية تعزيزه؟ استخدم المؤثرات الصوتية مثل الأناشيد التي تحتوي على قوافي وأصوات مختلفة. الأناشيد تساعد الطفل في تعلم الألفاظ والمفردات وتنمية مهارات القراءة والكتابة بشكل ممتع. هذه الأنشطة تعلم القراءة والكتابة بطريقة صحيحة وسهلة.
  2. تعليم الحروف ونطقها:
    ابدأ بتعليم الطفل كيفية نطق الحروف بشكل صحيح وحالاتها المختلفة مثل السكون، الفتح، الضم، والكسر. هذا يساعد الطفل على التعرف على الحروف وأشكالها المتنوعة مما يسهل عليه تعلم القراءة والكتابة.
  3. تعليم التهجئة:
    علم الطفل تهجئة الكلمات مهما كان طولها. امنح الطفل الوقت الكافي للتدريب وتجنب محاولة التهجئة بدلاً منه. الصبر مهم في خطوات تأسيس الطفل في القراءة والكتابة، والتدريب على تهجئة الكلمات يعزز قدرته على القراءة والكتابة بشكل صحيح.
  4. البطاقات التعليمية:
    استخدم بطاقات تعليمية تحتوي على كلمات واطلب من الطفل قراءتها وتكرارها. يمكن أيضاً طلب كتابة الكلمات لتطوير مهارة الكتابة. البطاقات تساعد الطفل في تعلم القراءة والكتابة بطريقة منظمة.
  5. التعليم التدريجي:
    ابدأ بتعليم الطفل كتابة اسمه ثم الكلمات القصيرة التي تتكون من مقطع أو مقطعين، ثم انتقل إلى الكلمات الأطول عندما يكون الطفل مستعدًا. هذا يساعد الطفل على التعلم تدريجياً دون الشعور بالإحباط، ويشجع على تحسين مهاراته في القراءة والكتابة.
  6. التعلم مع الطفل:
    شارك الطفل في قراءة وكتابة الكلمات، من خلال سرد القصص، غناء الأناشيد، أو تشجيعه على كتابة الجمل. هذا يعزز من حماسه للتعلم ويجعله يشعر بالتفاعل والتشجيع.
  7. تعزيز الفهم والاستيعاب:
    تأكد من أن الطفل يفهم ما يتعلمه ويستخدم الكلمات والألفاظ بشكل صحيح. اطلب منه شرح ما قرأه أو كتبه وطلب منه تأليف جمل باستخدام المفردات التي تعلمها، مما يساعد على تعزيز الفهم والاستيعاب.
  8. تقييم الطفل:
    قم بتقييم مهارات الطفل في القراءة والكتابة بانتظام، سواء بنفسك أو من خلال مدرسه. استخدم التقييم لاكتشاف نقاط القوة والضعف وتطوير خطة تعليمية لتحسين مهارات الطفل بشكل إيجابي. التقييم يساعد في تحديد مدى استعداد الطفل ويتيح لك اتخاذ الخطوات المناسبة لتطوير مهاراته.

هل يتعلم الطفل القراءة أولاً أم الكتابة؟

هذا السؤال مثل أحجية “أيهما أتى أولاً البيضة أم الدجاجة” فقد أثار هذا السؤال جدل العديد من الخبراء و أجابوا عليه بعدة طرق مختلفة:

  • يرى بعض الخبراء أن القراءة تأتي أولًا:

حيث يرى معظم الخبراء والباحثين في مجال تطوير الطفولة أن تعلم القراءة يأتي أولاً قبل تعلم الكتابة، بناءً على عدد من الأسس النظرية والبحثية. إليك بعض الأسباب التي تدعم هذا الرأي:

  1. التعرف على الحروف والأصوات: (الطفل لن يتعلم كتابة كلمة لايعرف كيف يقرأها) القراءة تُعرِّف الأطفال على الحروف والأصوات وكيفية دمجها لتكوين كلمات. فهم هذه الأساسيات من القراءة يساعد الأطفال في تعلم كيفية كتابة الحروف والكلمات بشكل صحيح.
  2. التفاعل مع النصوص: القراءة تساعد الأطفال في التفاعل مع النصوص وفهم السياق والمعاني، مما يدعم قدرتهم على استخدام تلك المعرفة في الكتابة بشكل فعال.
  3. التطور المعرفي: القراءة تعزز من المهارات المعرفية مثل التفكير النقدي والتركيز والانتباه، وهي مهارات مهمة في تعلم الكتابة.
  4. تحفيز الكتابة: الأطفال الذين يتعلمون القراءة أولاً غالبًا ما يكونون أكثر تحفيزًا للكتابة. عندما يكتسبون مهارات القراءة ويبدأون في فهم النصوص، يصبحون أكثر رغبة في التعبير عن أفكارهم وكتابة نصوصهم الخاصة.
  5. الاستفادة من الممارسة: القراءة المبكرة توفر للأطفال نماذج للكتابة وتساعدهم على التعرف على الأنماط الكتابية، مما يمكنهم من تقليدها وتطبيقها في الكتابة لاحقًا.

 

  • يرى بعض الخبراء أن الكتابة تأتي أولاً:

لكن يرى الباحثين في منهج مونتيسوري أن تعليم الكتابة هي خطوة أولى نحو تعلم القراءة، وهذا يتماشى مع فلسفة المنهج الذي يركز على تعزيز مهارات الطفل من خلال التفاعل الملموس والمعرفي.

كيف يعلم منهج مونتيسوري الكتابة قبل القراءة؟

  1. التعلم من خلال الحواس:في منهج مونتيسوري، يبدأ الأطفال بتعلم الكتابة من خلال استخدام أدوات ملموسة مثل الرمل أو الطين لتشكيل الحروف. هذا الأسلوب يساعدهم على فهم أشكال الحروف بشكل ملموس، مما يعزز قدرتهم على تذكرها وإنتاجها لاحقًا.
  2. الكتابة كأساس للقراءة: يُعتقد أن تعلم الكتابة يساعد الأطفال على فهم كيفية تشكيل الحروف والكلمات. عندما يكتبون الحروف والكلمات، يصبح لديهم معرفة أعمق حول كيفية قراءة هذه الحروف والكلمات لاحقًا.
  3. استخدام أدوات الكتابة المبكرة:في الصفوف التي تتبع منهج مونتيسوري، يتم تقديم أدوات الكتابة للأطفال في سن مبكرة، مثل الألواح الصغيرة والطباشير أو الأقلام القابلة للمس، مما يساعدهم على تطوير مهارات الكتابة بشكل تدريجي.
  4. الكتابة والتعبير الشخصي:الكتابة في منهج مونتيسوري تُعتبر وسيلة للتعبير الشخصي والتفاعل مع العالم. الأطفال يُشجعون على كتابة القصص والأفكار الشخصية، مما يعزز قدرتهم على فهم العلاقة بين الحروف والأصوات.
  5. التدريب المسبق على القراءة:بعد أن يصبح الأطفال متمرسين في الكتابة، يُدعم تعلم القراءة من خلال التعرف على الكلمات المكتوبة. هذه الطريقة تُعتبر أكثر طبيعية وفعالة لأن الأطفال يكون لديهم بالفعل فهم أساسي للكتابة.

 

كيف يأسس منهج مجيد طفلك في القراءة والكتابة؟

Majeed's Curriculum يعتمد على استراتيجية شاملة ومتدرجة لتعليم الأطفال القراءة والكتابة بطريقة طبيعية وممتعة. 

الأساس في هذا منهج “مجيد” هو الدمج بين التعليم والتفاعل العملي مع الطفل من خلال المهارات الأساسية: الاستماع، التحدث، القراءة، والكتابة. دعونا نستعرض كيف يُعزِّز منهج مجيد هذه المهارات بشكل متدرج:

 

  1. الاستماع (المعلم يقرأ والطفل يستمع):
    يبدأ التعليم في هذا المنهج بالاستماع النشط. عندما يقرأ المعلم أو الشخص البالغ النصوص أمام الطفل، يتعلم الطفل كيفية نطق الكلمات والجمل وتفهمها في سياقها الطبيعي. الاستماع مهم لأنه يعرِّف الطفل بالأصوات، نغمة اللغة، والإيقاع.
    هذه المهارة تحفّز خيال الطفل وتمكنه من تكوين صور ذهنية للنصوص التي يستمع إليها، ما يعزز فهمه ويجعله مستعدًا للانتقال إلى مرحلة القراءة.
  2. التحدث والنطق (المعلم يقرأ والطفل يردد خلفه):
    بعد أن يطور الطفل مهارة الاستماع، يأتي دور تكرار الطفل لما يسمعه. هذا يساعد الطفل على تحسين مهاراته في النطق وضبط مخارج الحروف.
    الطفل يتعلم هنا التحدث بشكل طبيعي من خلال التفاعل مع النصوص ويبدأ في الربط بين الأصوات والمعاني، مما يساهم في بناء أساس قوي للقراءة والكتابة.
  3. القراءة (المعلم يطلب من الطفل القراءة):
    في هذه المرحلة، يُشجّع الطفل على القراءة بنفسه، وذلك بعد أن يكون قد اكتسب الثقة من مراحل الاستماع والتحدث.
    يبدأ الطفل بتجربة قراءة النصوص القصيرة البسيطة، ويُعزز المعلم هذا بتوجيهه وتشجيعه على القراءة بحرية دون ضغط. هذا النهج التدريجي يسمح للطفل بأن يشعر بالإنجاز الشخصي والتقدم الذاتي في مهارات القراءة.
  4. الكتابة (الواجبات والأنشطة والتدريبات):
    يُعتبر التعليم العملي للكتابة جزءًا من منهج مجيد، لكنه لا يتم التركيز عليه في المراحل الأولى من الدروس. الهدف هو أن يتعود الطفل على الكلمات والنصوص بشكل سهل وطبيعي قبل أن يُطلب منه كتابة النصوص بشكل أكثر تنظيمًا.
    تُستخدم الأنشطة الممتعة مثل الكتابة الإبداعية أو تكرار بعض الحروف والكلمات، مما يُحفز الطفل على الاستمتاع بالكتابة بدون الشعور بالضغط.
  5. التركيز على الخيال واللعب:
    منهج مجيد لا يقتصر على المهارات الأكاديمية فقط، بل يُدمج اللعب والتخيل في العملية التعليمية. يُعتمد على القصص، الأنشطة الحركية، واللعب التفاعلي لجعل التعلم أكثر متعة وتشويقًا للطفل.
    هذا النهج يعزز قدرات الطفل على التخيل، مما يساعد في ترسيخ ما يتعلمه بطريقة تتفاعل مع خياله وعقله بشكل غير تقليدي.

 

يحتاج الطفل إلى أساس قوي يمكن أن تنمو عليه مهاراته اللغوية. من خلال منهجيات مدروسة مثل منهج “مجيد” الذي يعتمد على التعلم التفاعلي والتركيز على الخيال، يمكن للأطفال أن يتعلموا القراءة والكتابة بطريقة ممتعة وسهلة، يضمن تطورًا متوازنًا ومستدامًا لهذه المهارات، مع توفير بيئة تعليمية داعمة وبدون ضغوط.

Share:

Leave A Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *